مدرسة البورة بالقلعة الكبرى: عودة مدرسية بطعم المرارة..
سبتمبر تاريخ لطالما ظل راسخا في أذهان العديد، تاريخ يطول انتظاره 3 اشهر كاملة لعدد كبير من التلاميذ أو ربما يكون بداية لأول سنة في تحصيل المعرفة والعلم لعدد آخر.
يوم ليس ككل الأيام،حيث يتزين التلاميذ بملابس مميزة ويتراءون للناظر بأبهى حلة. لكن الأوضاع تختلف من منطقة لأخرى والشعور يتباعد من تلميذ لآخر.
هنا مدرسة البورة الواقعة بأحد أرياف القلعة الكبرى من ولاية سوسة، أين اختارت مراسلة موزاييك مشاركة هذا اليوم الاحتفالي تلاميذ هذه المنطقة الريفية التي تبعد عن معتمدية القلعة تقريبا 12 كم، وكانت الانطلاقة..
مع الساعة السابعة صباحا توافد التلاميذ على المدرسة، ساعة قبل انطلاق الدروس وذلك بسبب بعد المسافة أو ذهاب الأولياء إلى عملهم في ساعة مبكرة.
أطفال يضطرون للخروج باكرا قاطعين يوميا مسافات طويلة ذهابا وإيابا ، وقد اختلفت وسائل النقل بين الدواب والدراجات النارية والشاحنات الصغيرة والنقل الريفي ومنهم من يعتمد الذهاب مشيا على الأقدام تحت أشعة الشمس اللافحة.
في مرحلة ثانية تنقلنا إلى منطقة بلعوم التي تبعد عن المدرسة قرابة 5 كم أين وجدنا عددا آخرا من الأولياء مصحوبين بأطفالهم ينتظرون لأكثر من ساعة وسيلة نقل علها تمر صدفة.
وبعد فترة انتظار طويلة مرت سيارة نقل ريفي قديمة الطراز وهنا كان المشهد صادما ومؤسفا في نفس الوقت، حيث قام السائق باصعاد جميع من كانوا في المحطة وعددهم تقريبا 25 شخصا بتعريفة 500 مي للواحد.
500 مي، هذا المبلغ الزهيد ربما يكلف حياة الصغار بسبب رغبتهم وشغفهم في الحصول على العلم.
تواصلت المعاناة و تواصل معها الألم و الحزن في نفوس التلاميذ وأوليائهم وتحديدا بعد تحية العلم سادت حالة من الاحتقان والغضب الشديدين اثر تفاجئ الأولياء و التلاميذ على حد السواء بعدم وجود معلمين بالنسبة للسنة الأولى والرابعة، قرر على إثرها عدد من الأولياء عدم مغادرة المدرسة والقيام بإخراج تلاميذ السنوات الأخرى من القاعة ، مما استوجب استدعاء أعوان الحرس الذين تفهموا وضعية الأولياء .
مشاكل بالجملة تمكنا من رصدها في أول يوم للعودة المدرسية لتلاميذ مدرسة البورة بأرياف القلعة الكبرى في ظل غياب أي تحرك للسلطات الجهوية لإنقاذ الموسم الدراسي وإنقاذ الأطفال من الضياع.
ايناس الهمامي

